صعوبات البحث

البحث هو عبارةٌ عن عمليةٍ تجميعيةٍ منظمةٍ للمعلومات المتوفرة عند الباحث، عن موضوعٍ أو مسألةٍ معينة، ثمّ ترتيبها بشكلٍ جيد بحيث تصبح داعمةً لمعلوماتٍ سابقة، أو تصبح أكثر وضوحاً ونقاءاً، كما يمكن تعريف البحث على أنّه عمليةق استقصائيةٌ دقيقةٌ ومنظمة لجميع الأدلة والشواهد، وذلك بهدف اكتشاف علاقاتٍ أو معلوماتٍ جديدةٍ، أو تكميلٍ لمعلومات سابقةٍ وناقصة، أو تصحيحٍ لمعلومةٍ مغلوطةٍ، ولكن الباحاث خلال هذه العملية يواجه العديد من الصعوبات والمعيقات، وخلال هذا المقالسنذكر بعض الصعوبات التي تواجهه.

• تعقيدات الظواهر الاجتماعية والإنسانية وتغيرها: من المؤكد أنّ جميع الظواهر الاجتماعية والإنسانية غير مستقرة؛ وذلك لأنّها مرتبطةٌ بالإنسان المعروف عنه تغير أحواله من حال إلى آخر مع مرور الوقت، كما أنّ أحواله تختلف باختلاف المكان الذي يعيش به، لذا فإنّ هذه الدراسة غالباً ما تكون معقدةً لأنّها غير مستقرةٍ على حال، ودائماً يكون من الصعب على الباحث اتخاذ موقفٍ في مثل هذه الدراسات، لأنّ نتائجها مرتبطةٌ بالسلوك الإنساني المتغير والمعقد، والجدير بالذكر أنّ الظواهر الإنسانية والاجتماعية تتغير بشكلٍ سريع، وهذا التغير يقلل اتاحة الفرصة أمام الباحث من إعادة البحث في نفس ظروف البحث الأول.
• التقليل من قيمة البحث العلمي: لا تزال بعض الإدارات في الدول العربية ترى أنّ البحث العلمي ترفٌ علميّ أو فكريّ، وأنّه لا داعي لصرف الأموال والوقت على البحوث العلمية، وبالتالي لا تعمل بشكلٍ حثيثٍ على تيسير وتمكين البحث العلمي، وهذه المشكلة تنعكس بصورةٍ سلبيةٍ على الكثير من الخطوات في البحث العلمي.
• نقص التمويل: قلة تخصيص الأموال الكافية لإجراء البحث العلمي بالشكل الصحيح وبالطرق المناسبة، حتّى في ظل الاهتمام الكبير بالبحوث العلمية، حيث إنّه وبصورةٍ عامةٍ تبلغ نسبة ما يخصص لخدمة البحوث العلمية 2% من ميزانية الدولة فقط، وهذا ما يدفع الباحثين إلى التوجه إلى المؤسّسات غير الأكاديمية، ممّا ينعكس بصورةٍ سلبيةٍ على مصادقية البحث وجودته.
• الفساد الإداري: من الملاحظ أنّ الفساد الإداري ينتشر بصورةٍ كبيرةٍ، في القطاعات الرسمية التي لديها ميزانيات للبحوث، وغالباً ما يجبر الباحث على إشراك بعض موظفي هذه القطاعات ضمن طاقم البحث رغم عدم الحاجة إليه، وذلك حتّى يحصل الموظف على جزءٍ من الميزانية المخصّصة للبحث، كما يمكن أن يكون الفساد من خلال أخذ مبلغٍ من ميزانية البحث لرشوة أحد المسؤولين، وغيرها العديد من أشكال الفساد الإداري.
• صعوبة الحصول على المعلومات: صعوبة الوصول إلى بعض المعلومات وخاصّةً في الجهات الحكومية، يضع صعوباتٍ وعراقيل أمام الباحثين، وهذه الصعوبة تزداد سوءاً في الدول التي تخفي بعض المواقع عن شبكة الإنترنت.